الاثنين، 29 أبريل 2013

قصتي مع الوجود !


أنا من هُنا , من بلاد الطيبة والطيبن
بعضهم يسمونها بلاد " الكيزان " يكرهونا حد الموت !
ليتهم يفرقوا بين التاريخ وبين الجغرافيا !!
التاريخ مُذنب ,, الجغرافيا بريئة
حِبُ الجغرافيا , وأكرهو أفعال التاريخ ! ..

                  *
ولدت كما تُولد الناس لي أب ولي والدة
ولي أخوة لُطفاء , ولي أصدقاء كُثر أوفياء
ولي بيت كثير النوافذ ,, وحلم بنافذة ..

                   *
قالو أني ولدت في ليلة حالكة ظلماء , واني أنرتها بقدومي
هكذا هم يقولون , ولا أدري أحقيقة ما يقولون أم مُجاملة ؟!
لأنني أعيش بين شعب لطيف يحب اللطافة والمُجاملة ..
                 
                    *

قالو أنهم فرحوا وزغردو وزبحو الكبش
وعزمو الأهل والأصحاب والجيران يباركو المولود
أنا لأ أدري أهم حقاً كانو فرحين ,, أم فقط يقلدوا ما وجدوا عليه ابائهم !؟

                     *

أنا لم أكن وقتها أدري :
من أنا ؟! ومن هُم ؟!
ولماذا أنا , أنا ؟! ولماذا أنا هُنا؟!
ما الوجود ؟! وما العدم؟!
ما الزمان ؟! وما المكان؟!

ما الماضي ؟! ما الحاضر؟! وما المستقبل؟!
وماذا بعد كُل هذا ؟!
ولماذا هذا السيناريو العجيب / الغريب / المُثير للدهشة , ولماذا كُل هذا ؟!
نحنُ لغز , والعالم لغز أكبر ,
والذي أوجدني وأوجدكم لغز أعظم ! ..

              *

أنا لا أستطيع أن أتذكر :
شهقة أمي حينما وضعتني
لهفة أبي في انتظار قدوم المولودة الجديدة .
وفرحة أخوتي وأهلي حينها ! ..

              *

قالو لي أنني أنثي وأن إسمي إسلام
قلت : صفية أم شرين أم إسلام أم عصماء
اتفه ما نحمله الأسماء ,ً أبداً لا تهمني الأسماء , فقط هي الأفعال ..

              *
قالو لي أن الدُنيا أمن وأمان وحب وسلام
لكني لم أري الا قليل من الفرح وكثير من الحزن والموت والالام
الجنوب / دارفور / كردفان /
لكننا مستقيبلاً سنصنع السلام , نعم مستقبلاً سنصنع السلام ..

                *

أدخلوني المدرسة وقالو لي بها , وبها فقط ستصبحي انسان
عجباً ! وكيف أصبح انسان وقد حُرمت من السؤال .
حُرمنا من التأمل خارج صفحات الكتاب
جعلونا نؤمن بالاجابات المُعلبة , ونكفر بالسؤال .
ليتهم يعلمون أن الوجود الخالي من التساؤل , وجود ميت
وأن الانسان بلا سؤال : ماهو الا بقايا انسان ..

                 *
فهموني أن يجب علي أن أدرس اما الطب أو الهندسة
تعجبت ! لماذا لم يقولو لي مثلا أدرسي الفلسفة أو الادارة أو الفن أو التربية
فقلت لهم أكره الابر , وأخاف من الدماء قالو لي اذا ستدرسي الهندسة !
ففكرت برهة عن أي هندسة يتحدثون ! وحينها أدركت
انهم يتحدثون عن " المَّسطرة " , وعن الشهادة التي يتحدثون بها في كُل مكان
 ان ابنتنا درست الهندسة وينادونها في المجامع (الباشمهندسة) !
( عن العقل الجمعي في وطني أتحدث ) ..

               *

أتسأل دائماً : هل كان يمكن ألا أكون ؟!
هل كان يمكن ألا يكون أبي قد تزوج أمي ؟!
أو أكون مثل تلك الفتاة التي صرخت ثم ماتت
ولم تتعرف حتي علي الوالدة ؟!

               *

أنا لم أختر الوجود
لكنني أخترت أن أُمارس " الحضور "
وشتان ما بين الوجود والحضور

               *

لم يسألوني أن كنت أريد ان أكون , أو لأ !
وحدهم أمي وأبي أختارو لي أن " أكون "
وأنا أخترت " كيف سأكون "
أن أمارس انسانيتي بتفاعلي الايجابي مع الوجود
حلماً حاضراً , عظيماً , جريئاً يُرشدني ومن حولي
حياة خالدة يسطرها , التاريخ
أزرع الأحلام في البستان
أنثر الأفراح دُرر في كُل الأماكن
وأن أبتسم دائماً ..

             *

قالو لي أنتي أنثي :
وأن الكلام حق الرجال فلا تنطقي !!
وأن الفلسفة اختصاص الرجال , فلا تتفلسفي !!
وأن الأحلام حق الرجال فلا تحلمي !!
أضحك عجباً ممن يرود في عصر صراع الكواكب وأد النساء
وأسأل نفسي :
لماذا يقيمون هذا الجدار الخرافي
بين الأنثي , وبين الذكر ..
ومن قال :
للنطق جنس!!
وللفكر جنس!!
وللحلم جنس !!

              *

يقولن لي :
أن الأنوثة ضعف
وخير النساء هي المرأة الراضية !
وأن التحرر أصل الخطايا
وأحلي النساء هي المرأة الجارية

فأضحك من كل هذا الهراء
وأرفض أفكار عصر الظلام
وأعلم  أني وهُم زائلون
وأن أفكار عصر النور هي الباقية ..

هناك تعليق واحد:

  1. Offers the most powerful cleaning offers at prices to suit everyone with the utmost accuracy and quality
    Corner of optimization company for cleaning of the best cleaning companies in Saudi Arabia and in the world optimal Corner Cleaning Company
    شركة مكافحة حشرات بالدمام
    شركة كشف تسربات المياه بالدمام
    شركة مكافحة حشرات بالخبر
    شركة كشف تسربات المياه بالخبر

    ردحذف