اذا اردت أن تعرف قدر مجتمع ما من التحضر والرقي عليك ان تنظر الي المركبات العامة "التكاسي" ودورات المياه "أعزكم الله" .... أما هنا في السودان فنحن لم نصل لهذه المرحلة ولكن علينا أن ننظر الي الحدائق العامة .
في يوم من الأيام ذهبت مع عائلتي الي احدي الحدائق العامة للتنزه , وقبل أن أدخل الي الحديقة قررت أن أري تحضر ورقي المجتمع السوداني من حيث النظافة , فاذا بي دخلت الي الحديقة فصدمت صدمة شديدة بما رأيته من أوساخ مرمية علي الأرض التي عددها أكثر من عدد البشر المتواجدين في الحديقة فقلت أن الدولة هي المشكلة لأنها لم تضع للناس سلال حتي يرمو فيها الاوساخ , ولكن ما ان تلبست قليلا حتي رأيت عدد كبير من السلال موجودة بقرب الناس والذي يؤلمني أكثر من ذلك أن السلال مكتوب عليها بخط عريض ( النظافة سلوك حضاري ) فغيرت رأي وقلت : أن المشكلة ليست من الدولة ولكن في العقلية السودانية لأن هؤلاء الناس منذ الصغر "في البيت – المدرسة –الشارع " لم تزرع فيهم قيمة أن النظافة دليل علي رقي الشخص وبالتالي دليل علي رقي مجتمعه , لذلك اذا رأي السلال في الشوارع فهو لم ولن يرمي فيها بل سيرمي علي الأرض حتي وان كان يقف عند هذه السلال لأنه لا يري الموضوع مهم بغض النظر رمي الأوساخ علي الأرض أو السلال .
أتمني من كل الأسر والمعلمين أن يغرسوا النظافة كقيمة عند الأطفال وليس تلقين كما نري في كثير من البيوت والمدارس مستعملين في ذك الحديث الشهير (النظافة من الايمان) .
اذا استطعنا أن نغرس هذه القيمة عند الأطفال فهي ستبقي معهم حتي نهاية الحياة لأن مرحلة الطفولة حتي سن 7 سنوات أكبر فترة ممكنة لغرس القيم والأخلاق والسلوك .
*مع تمنياتي بسودان نظيف*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق